للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لا يرضى بالدنيّة ولا ينقاد للمخادعة. وإنّى أوّل من نقض عهده وأنكر فعله فمن كان رأيه رأيى فليعتزل.» وقام كل رئيس قوم فتكلّم وأنكر خلع محمد وأسره.

وأقبل شيخ كبير على فرس فصاح بالناس:

- «اسكتوا.» فسكتوا. فقال:

- «أيّها الناس هل تعتدّون على محمد بقطع منه لأرزاقكم؟» قالوا: «لا.» قال: «فهل قصّر بأحد من رؤسائكم؟» قالوا: «لا.» قال: «فهل عزل أحدا من قوادكم عن قيادته؟» قالوا: «لا.» قال: «فما بالكم خذلتموه حتّى خلع وأسر؟ أما والله ما قتل قوم خليفتهم إلّا سلّط الله عليهم السيف القاتل والحتف الجارف. انهضوا إلى خليفتكم [٨٨] فادفعوا عنه وقاتلوا من أراد خلعه والفتك به.»

الحربيّة يناهضون الحسين بن علىّ ويحرّرون محمدا من الأسر

ثمّ نهضت الحربية ونهض معهم عامّة أهل الأرباض فى العدّة الحسنة، فقاتلوا الحسين بن علىّ وأصحابه قتالا عظيما شديدا منذ ارتفاع النهار إلى انكسار الشمس، حتّى هزموهم وأسروا الحسين بن علىّ. ودخل أسد الحربي على محمد فكسر قيوده وأقعده فى مجلس الخلافة. فنظر محمد إلى قوم ليس عليهم لباس الجند ولا عليهم سلاح، فأمرهم حتّى أخذوا السلاح من

<<  <  ج: ص:  >  >>