للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وننزل حيث شئنا، ونكون في من شئنا منكم، وتلحقوننا بأشرف [١] العطاء، يعقد لنا بذلك الأمر، الذي هو فوقك.» فقال أبو موسى: «لكم ما لنا، وعليكم ما علينا.» قالوا: «لا نرضى.» وكتب أبو موسى إلى عمر بذلك. فقال: «أعطهم ما سألوك.» فكتب لهم أبو موسى فأسلموا، وشهدوا معه حصار تستر. فلم يكن أبو موسى يرى منهم جدّا ولا نكاية.

فقال لسياه: «يا أعور، ما أنت وأصحابك كما كنّا نرى قبل اليوم!» قال: «لسنا مثلكم في هذا الدين، ولا بصائرنا كبصائركم، وليس لنا فيكم حرم نحامى عنهنّ، ولم تلحقونا بأشرف العطاء، ولنا سلاح وكراع وأنتم حسّر.» فكتب أبو موسى في ذلك إلى عمر. فكتب إليه عمر أن:

- «ألحقهم على قدر البلاء في أفضل العطاء، وأكثر شيء أخذه أحد من العرب.» ففرض لمائة منهم في ألفين ألفين، ولستّة منهم في ألفين وخمسمائة: لسياه وخسرو- ولقبه مقلاص- وشهريار، وشيرويه، وسارويه، وأفريذون [٢] . [٤١٤]

[ذكر مكيدة في فتح حصن]

فأمّا سياه فمشى إلى حصن. ويقال: إنّه تستر في زىّ العجم، حتى رمى بنفسه


[١] . وفي الطبري: بأشراف العطاء.
[٢] . في الطبري: «شهرويه وأفروذين» بدل «سارويه وأفريذون» . وفيه أيضا:
[و] لما رأى الفاروق حسن بلائهم وكان بما يأتى من الأمر أبصرا فمنّ لهم ألفين فرضا، وقد رأى ثلاث مئين فرض عكّ وحميرا

<<  <  ج: ص:  >  >>