للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر السبب فى ذلك وفى هزيمة المهلّبى بعد الاستظهار على عمران

كان السبب فى ذلك أنّ معزّ الدولة كان عوّل على روزبهان فى محاربة عمران فبنى آلات الماء وأثبت الرجال واحتشد فطاوله عمران وتحصّن فى مكامنه من البطائح فضجر روزبهان وأقدم عليه طلبا لمناجزته فاستظهر عليه عمران وهزمه وهزم أصحابه وغنم جميع آلاته وسلاحه فقوى بها.

وتضاعف طمعه فى السلطان وضرى أصحابه على جند السلطان واستخفّوا بهم فكان بعد ذلك إذا اجتاز بهم الحجاب الكبار المحتشمون والقوّاد والأمراء من الديلم والأتراك سفهوا عليهم وطالبوهم بحق المرصد والبذرقة فإن تأبّى عليهم أحد تناولوه بالشتم القبيح والضرب المهين وكان الجند لا يستغنون عن الاجتياز بهم لحاجتهم إلى ضياعهم ومعاملاتهم بالبصرة [١٧٢] والأهواز ثم انقطع طريق البصرة إلّا على الظهر.

فشغل ذلك قلب معزّ الدولة وكثر بكاء الأمراء والحجّاب والقوّاد بين يديه بما يجرى عليهم من الهوان فى اجتيازاتهم فكتب إلى الوزير المهلّبى بالإصعاد إلى واسط لتلافي الحادثة والتجرد لطلب عمران ومعاودته الحرب وجرد إليه عسكرا جرّارا فيه ابن أبى طاهر ووجوه قوّاده وغلمانه وحمل إليه سلاحا كثيرا وأطلق يده فى إنفاق الأموال فزحف إلى عمران وسدّ عليه مذاهبه وانتهى إلى مضيق فى البطيحة [و] [١] شعب لا يعرف مسالكها إلّا عمران وأصحابه.

فأحبّ روزبهان أن يلحق المهلّبى مثل ما لحقه من الهزيمة ولا يستبدّ


[١] . الواو زدناها من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>