للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له بجميع ما يتم من تدابيره وسياسته ويرى أنّ جميع ذلك مستفاد منه ومأخوذ عن رأيه وعلمه.

ولعلّنا نذكر منه طرفا إذا انتهينا إلى سيرة عضد الدولة وما تمّ له من حيازة الممالك وحفظ الأطراف وقمع الأعداء والحرص على العمارة مع الشدة على المريب وإطفاء نائرة الأكراد والأعراب وإعادة الملك إلى رسومه القديمة، إن أخّر الله فى الأجل.

ولعلّ من يطّلع على هذا الفصل من كتابنا ممن لم يشاهده يظن أنّا أعرناه شهادة أو ادّعينا له أكثر من قدر علمه [٣٥٩] ومبلغ فضله. لا والذي أنطقنا بالحقّ وأخذ علينا ألّا نقول إلّا به.

[ودخلت سنة ستين وثلاثمائة]

[عقد المصاهرات بين الأتراك والديلم]

وفى هذه السنة رأى بختيار ورئي له أن يعقد بين رؤساء الأتراك ورؤساء الديلم مصاهرات لتزول العداوات التي نشأت بينهم. فابتدأ بعقد مصاهرة بين المرزبان بن عزّ الدولة وبين بختكين المعروف بآزاذرويه مولى معزّ الدولة، وثنّى بمصاهرة بين سالار [١] بن عزّ الدولة وبين بكتيجور مولى معزّ الدولة. وفعل مثل ذلك بجماعة، وأصلح بين الديلم والأتراك، واستحلف كل فريق منهما لصاحبه فحلفوا جميعا على موالاة عزّ الدولة بختيار بن معزّ الدولة وسبكتكين الحاجب، وحلف بختيار لسبكتكين الحاجب وسبكتكين لبختيار بعد وحشة كانت بينهما فزال الظاهر ولم يزل الباطن.


[١] . كذا فى الأصل: سالار.

<<  <  ج: ص:  >  >>