للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القادسية وأيّامها [١]

فقال أهل فارس لرستم والفيرزان:

- «إنّه لم يبرح منكما الاختلاف حتى أوهنتما أهل فارس، وأطمعتما فيهم عدوّهم، ولم يبلغ من خطركما أن نقرّكما على هذا الرأى وأن تعرّضا فارس للهلكة. ما بعد بغداد وساباط وتكريت إلّا المدائن، والله لتجتمعان أو لنبدأنّ بكما قبل أن يشمت شامت، ونشفينّ نفوسنا منكما.»

[تمليك يزدجرد]

فاجتمع رستم والفيرزان عند بوران وقالا [٢] لها:

- «اكتبى لنا نساء كسرى وسراريّه.» - ففعلت.

فأرسلوا في طلبهنّ، فلم تبق امرأة إلّا أتوا بها، فأخذوهنّ بالرجال، ووضعوا عليهنّ العذاب يستدلّون على ذكر من أبناء كسرى. فلم يوجد عندهنّ أحد.

فقالت إحداهنّ:

- «لم يبق إلّا غلام يدعى يزدجرد من ولد شهريار بن أبرويز، وأمّه من أهل بادوريا [٣]


[١] . انظر: الطبري (٤: ٢٢٠٨) . أيام القادسية أربعة: الأول يوم أرماث، والثاني يوم أغواث، والثالث يوم عماس، والرابع: يوم القادسية (يا) والليلة التي تلت يوم أرماث تسمى ليلة الهدأة، والليلة التي تلت يوم أغواث تسمى ليلة السواد عند المؤرخين كما سيأتي ذكره.
[٢] . وفي الأصل ومط: قالوا.
[٣] . بادريا (بادريا، بادورياء) : طسّوج من كورة الاستان بالجانب الغربي من بغداد (يا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>