للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصار نديما له يعاشره ويؤانسه. فسوّل له قصد ممالك الديلم وأطمعه فيها وزعم أنّ أصحاب جيوشه ليس يناصحونه ويقبلون الهدايا والرّشى.

فوافق ذلك ما كان يشكوه إليه وشمكير حالا بعد حال فاتصلت المكاتبة بين وشمكير وصاحب خراسان وكذلك الحسن بن الفيرزان إلى أن وقعت المعاضدة والموافقة على [٢٩٧] أن يدبّر جميع الجيوش وشمكير.

وأنفذ صاحب خراسان إلى وشمكير وإلى الحسن بن الفيرزان هدايا كثيرة من دوابّ وغلمان وآلات وسرّب إليهما أمداد الجيوش مع صاحب جيشه محمّد بن إبراهيم بن سمجور وعلى أن يكون الرئيس على الجميع وشمكير.

فورد من ذلك على ركن الدولة ما لم يكن فى الحساب وعلم أنّ الأمر قد بلغ الغاية وليس إلّا الفيصل. فكاتب عضد الدولة يستمدّه الرجال والمعونة وكاتب عزّ الدولة بمثل ذلك.

فأمّا عضد الدولة فأمدّه بخيل عليها أبو جعفر ابن رزمان [١] وشخص بنفسه إلى إصطخر ليسير إلى خراسان وسيّر أحد حجّابه فى جيش المقدّمة إلى طريثيث [٢] وأظهر فى عسكره أنّ جيش خراسان قد ساروا بأجمعهم مع لفيف البلدان وغزاتهم إلى الرىّ وخراسان خالية وليس دون ملكها شيء، واتصل ذلك بالقوم فأحجموا قليلا. واتفق سقوط وشمكير بضربة الخنزير وموته فانتقض ذلك الأمر كله.

[سقوط وشمكير بضربة الخنزير وموته ذكر هذا الاتفاق العجيب]

اتّفق أن استعرض وشمكير خيله وما قيد إليه من جهة صاحب خراسان


[١] . فى مد: رومان. والمثبت فى مد: روزمان.
[٢] . طريثيث: ناحية وقرى كثيرة من أعمال نيسابور وهذه قصبتها (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>