- «هذا أبو الفتح رجل شرير وهو خبير بأموركم وأسبابكم وأصولكم وأنسابكم. فان اجتمع مع أبى على أظهر له من أسراركم ما لم يطلع عليه ودلّه من أموركم على ما لا يهتدى [٤٥٤] إليه.» فقالوا: «سندبّر أمره.» ثم أجمعوا رأيهم على قتله فقتلوه.
ولمّا اختلط العسكران سار بهاء الدولة إلى السوس ومعه أبو على ابن إسماعيل وحوله الديلم والأتراك.
[ذكر رأى طريف رآه أبو على ابن إسماعيل لا يعلم موجبه]
لمّا قرب بهاء الدولة من مضربه عدل أبو على إلى خيمته المختصة به ولم يتمم معه حتى ينزل على ما جرى به رسمه.
ونزل بهاء الدولة وطلب الديلم أبا على فلم يجدوه وقالوا:
- «من يكلّمنا.» وانتهى الخبر إلى بهاء الدولة فأرسل إلى أبى على يستدعيه فاحتجّ بعارض عرض له ولم يحضر فخرج بهاء الدولة بنفسه إليهم وكلّمهم حتى انصرفوا.
وأظهر أبو على ابن إسماعيل الاستعفاء وأقام على أمر واحد فيه حتى وقعت الإجابة إليه وكتب له منشور بمعيشة التمسها، فأذن له فى العود إلى بغداد والمقام فى داره.
وشاع هذا الخبر بين العسكر فركب وجوه الأتراك إلى مضرب بهاء الدولة فأخرج إليهم الحجّاب ليسألوهم عن حاجتهم، فطلبوا لقاء الملك فأخرج إليهم أبا عبد الله العارض ليستعلم منهم مرادهم. فما زادوه على القول الأوّل