فقال:«بل آتى العراق.» قلت: «فإنّى معك.» فانهزم مع الناس وتركوا عسكرهم فاحتواه أبو مسلم، وكتب إلى أبى جعفر بالفتح. فأرسل أبو جعفر أبا الخصيب مولاه يحصى ما أصابوا فى [٣٦٦] عسكر عبد الله بن علىّ، فغضب من ذلك أبو مسلم، ولم يظهر غضبه.
فأمّا عبد الله بن علىّ فإنّه أتى سليمان بن علىّ بالبصرة، وأمّا عبد الصمد فقدم الكوفة، فاستأمن له عيسى بن موسى، فآمنه أبو جعفر وأمر أبو مسلم الناس بالكفّ، فلم يقتل أحدا بعد الهزيمة، وبقي عبد الله بن علىّ متواريا عند سليمان زمانا.
[وفى هذه السنة قتل أبو مسلم]
حكى مسلم بن المغيرة: أنّه كان مع الحسن بن قحطبة بأرمينية، فلمّا وجّه أبو مسلم إلى الشام، كتب أبو جعفر إلى الحسن أن يوافيه ويسير معه. فقدمنا [١] على أبى مسلم وهو بالموصل، فأقام أيّاما، فلمّا أراد أن يسير استأذنته فى المصير إلى العراق وقلت:
- «أنتم تسيرون إلى القتال، وليس بك إلىّ حاجة.» قال: «نعم، لكن أعلمنى إذا أردت الخروج.» قلت: «نعم.» فتهيّأت، فلمّا فرغت أعلمته وقلت:
- «أتيتك مودّعا.» قال: «قف بالباب حتّى أخرج إليك.»