للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينظر إلى القتال، فإن رأى خللا فى الميمنة والميسرة، أرسل إلى صاحبها:

- «إنّ فى ناحيتك انتشارا فاتّق [١] الله لا نؤتى [٣٦٥] من قبلك، افعل كذا، قدّم خيلك إلى موضع كذا، تأخّر إلى موضع كذا.» فإنّما رسله تختلف برأيه إليهم حتّى ينصرف بعضهم عن بعض.

فلمّا كان يوم التقوا، فاقتتلوا قتالا.

فلمّا رأى ذلك أبو مسلم مكر بهم، فأرسل إلى الحسن بن قحطبة، وكان على ميمنته، أن:

- «أعر ميمنتك وضمّ أكثرها إلى الميسرة، وليكن فى الميمنة حماة أصحابك وأشدّاؤهم.» فلمّا رأى ذلك أهل الشام أعروا ميسرتهم وانضمّوا إلى ميمنتهم بازاء ميسرة أبى مسلم.

ثمّ أرسل أبو مسلم إلى الحسن أن:

- «مر أهل القلب فليحملوا مع من بقي فى الميمنة على ميسرة أهل الشام.» قال: فحملوا عليهم فحطّموهم. وجال أهل القلب والميمنة وركبهم أهل خراسان فكانت الهزيمة.

فحكى ابن سراقة الأزدى قال: كنت مع عبد الله بن علىّ، فقال لى:

- «يا سراقة ما ترى؟» قلت: «أرى أن تصير وتقاتل فإنّ الفرار قبيح بمثلك حتّى تقتل وقد [٢] عبته على مروان.» قلت: «قبّح الله مروان، جزع من الموت ففرّ.»


[١] . فى آ: بدون «الله» . فى الطبري (١٠: ٩٧) : فاتّق ألّا توتى.
[٢] . كذا فى الأصل: وقد. فى الطبري (١٠: ٩٨) : وقبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>