للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «نعيذك بالله يا أمير المؤمنين من الإصغاء إلى من يحملك على قتل خازم مع طاعته وسابقته وغنائه وهو يحتمل لك ما صنع لكيت وكيت، فإن كنت لا بدّ مجمعا على قتله فلا تتولّ ذلك بنفسك، وعرّضه من المباعث لما إن قتل فيه كنت قد بلغت منه الذي أردت، وإن ظفر كان ظفره لك.» وأشاروا عليه بأن يوجّهه إلى عمان وبها الجلندى [١] والخوارج معه وإلى الخوارج الذين [٣٥٦] بجزيرة ابن كاوان مع شيبان بن عبد العزيز اليشكرىّ فأمر أبو العبّاس بتوجيهه مع سبعمائة رجل، وكتب إلى سليمان بن علىّ وهو على البصرة، بحملهم فى السفن إلى جزيرة ابن كاوان وعمان. فشخص إلى هناك مع ابنه خزيمة، فأوقع بمن فيها من الخوارج وغلب على ما قرب منها من البلدان وقتل شيبان الخارجىّ.

ذكر السبب فى ذلك والحيلة التي تمّت له عليهم

أمّا فى أوّل مقدمه، فإنّه لمّا أرسى إلى ساحل عمان لقيهم الجلندى وأصحابه، فاقتتلوا قتالا شديدا وكثر القتل فى أصحاب خازم، وقتل أخ له من أمّه مع تسعين رجلا. ثمّ أشار عليه رجل ممّن كان وقع إلى تلك الناحية أن يجعلوا على أطراف أسنّتهم المشاقة ويروّوها النفط ويشعلوا فيها النيران، ثمّ يمشوا بها حتّى يضرموها فى بيوت أصحاب الجلندى، وكانت من خشب. فلمّا فعل ذلك، وأضرمت بيوتهم بالنيران وشغلوا بها وبمن فيها من أولادهم وأهاليهم، شدّ عليهم خازم وأصحابه، فوضعوا فيهم السيوف وهم غير ممتنعين، وقتل [٣٥٧] الجلندى فيمن قتل، وبلغ عدّة من قتل عشرة آلاف.

وبعث خازم برؤوسهم إلى البصرة، وبعث منها إلى أبى العبّاس، وأقام خازم


[١] . الجلندى: والضبط من الطبري. (١٠: ٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>