للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر، فلهز، وتعتع ساعة، ثمّ ترك، فجلس، وسكت الناس.

وأمر بهانىء، فجعل فى بيت، ووكّل به من يحرسه. وبلغ ذلك مذحجا، فأقبلت إلى القصر، فقيل لعبيد الله:

- «هذه مذحج، قد اجتمعت [٨٢] بالباب.» فقال لشريح القاضي:

- «ادخل على صاحبهم، فانظر إليه، ثمّ اخرج، فأعلمهم أنّه حىّ.» فخرج إليهم شريح، فأعلمهم أنه رءاه وهو حىّ سالم، وإنّما عاتبه كما يعاتب الأمير رعيّته. فانصرفوا.

[مسلم يقبل نحو القصر بالمبايعين]

وبعث مسلم بن عقيل من يأتيه بالخبر. فأتوه بالخبر على وجهه، وأمر أن ينادى بشعاره:

- «يا منصور أمت.» وكان قد بايعه ثمانية عشر ألف [٠٠٠، ١٨] رجل. فاجتمعوا إليه، فعقد لجماعة على الأرباع، وقدّم أمامه صاحب ربع كندة، وأقبل نحو القصر، فتحرّز عبيد الله، وغلّق الأبواب. وسار مسلم حتّى أحاط بالقصر، وتداعى الناس، واجتمعوا، حتّى امتلأ المسجد والسوق، وما زالوا يتوثّبون [١] حتّى المساء.

فضاق بعبيد الله أمره، وكان أكبر همّه أن يتمسّك بباب القصر، وليس معه فى القصر إلّا ثلاثون رجلا من الشرط، وعشرون رجلا من أشراف الناس، وأهل بيته، وجعل من فى القصر يشرفون فيشتمهم الناس، ويفترون على ابن زياد وأبيه، ويتّقون أن يرموهم بالحجارة. ففتح عبيد الله الباب الذي يلي دار الروميّين [٢]


[١] . كذا فى الأصل وحاشية الطبري: يتوثبون. وفى الطبري (٧: ٢٥٥) : يثوبون.
[٢] . دار الروميين: ما فى الأصل ومط غير واضح، وما أثبتناه يؤيده الطبري (٧: ٢٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>