للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيك وخليفته ومن ولّاك الله أمره إن شاء الله.

- «هذا عهدي وكتابي بخطّى وأنا أشهد الله وملائكته وحملة عرشه وسكّان سماواته وكفى [٦] بالله شهيدا. وكتب أمير المؤمنين بخطّه ولم يحضره إلّا الله وملائكته.» ثمّ أمر أن تكتب كتب هرثمة إلى علىّ بن عيسى فى معاونته وتقويته وتقوية أمره والشدّ على يديه، فكتبت وظهر الأمر بها.

ثمّ دخلت سنة إثنتين وتسعين ومائة

[وفيها شخص هرثمة بن أعين إلى خراسان واليا عليها]

وكان ذلك فى اليوم السادس من اليوم الذي كتب له الرشيد عهده، وشيّعه الرشيد وأوصاه بما احتاج إليه. فمضى وبعث إلى علىّ بن عيسى فى الظاهر أموالا وسلاحا وخلعا وطيبا، حتّى إذا نزل نيسابور جمع جماعة من نصحاء أصحابه وأولى السنّ والتجربة منهم فدعا كلّ رجل منهم، سرّا وخلا به، ثمّ أخذ عليهم العهود والمواثيق أن يكتموا أمره ويطووا سرّه. وولّى كلّ رجل كورة على نحو ما كانت منزلته عنده، وأمر كلّ رجل منهم بعد أن دفع [١] إليه عهده بالمصير إلى عمله الذي ولّاه على أخفى الحالات وأسترها والتشبّه بالمجتازين فى ورودهم إلى الوقت الذي سمّاه لهم. ثمّ مضى حتّى إذا صار من مرو على مرحلة، دعا جماعة من ثقات [٧] أصحابه وكتب لهم أسماء ولد علىّ بن عيسى وأهل بيته وكتّابه وغيرهم فى رقاع، ودفع إلى كلّ رجل منهم رقعة باسم من وكّله بحفظه إذا هو دخل عليه مرو، خوفا من أن يهربوا


[١] . دفع: كذا فى آومط والطبري (١١: ٧١٩) . ما فى الأصل مطموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>