فقالوا:«نعم.» فأطلق لهم رزقتين فاضطرب البيضان من ذلك ووقع بينهم وبين الزنج مناوشة فقتل من البيضان جماعة فسكنوا وصارت كلمتهم وكلمة الزنج واحدة وبايعوا علىّ بن أحمد [٢٧٩] ثمّ راسلوا عبد الوهاب بن أحمد بن مروان: بأنّا قد عقدنا الأمر لغيرك فاخرج عن البلد. فخرج وحصل الأمر لعلىّ بن أحمد.
خروج معزّ الدولة إلى واسط لمحاربة عمران بن شاهين
وفيها خرج الأمير معزّ الدولة إلى واسط لمحاربة عمران بن شاهين وأنفذ جيشا إلى عمان وكان خروجه من بغداد يوم الثلاثاء الحادي عشر من رجب ورحل إلى واسط وهو محموم. فلمّا كان يوم الجمعة لليلتين بقيتا من رجب وافى نافع الأسود مولى يوسف بن وجيه مستأمنا إليه فقبله.
ونظر معزّ الدولة فيما يحتاج إليه من أمر عمان مما سنذكره وانحدر من واسط إلى الأبلّة ونزل فى شاطئها فى شاطئ عثمان فى دار البريديين وأخذ فى الاستعداد لإنفاذ جيش إلى عمان وبنى الشذاءات والمراكب قبل ذلك وطالب الديلم بالخروج إلى عمان فاستجابوا إلّا قوما وهم بضعة عشر رجلا، فإنّهم امتنعوا فأمر بطردهم فانقاد الديلم والأتراك إلى ما أراد وندب أبا الفرج محمّد بن العباس للخروج مع الجيش إلى عمان لرياستهم وتدبير الحرب وولاية البلد إذا فتحه.
فلمّا كان يوم الخميس للنصف من شوال نفذ الجيش فى المراكب والشذاءات وهي مائة قطعة ومعهم المعروف بأبى عبد الله جبّ ونافع الأسود، فلمّا صاروا بسيراف [٢٨٠] انضم إليه جيش عضد الدولة فى مراكب وشذاءات وكان أعدّهم هناك نجدة لعمّه. فلمّا وصل أبو الفرج إلى عمان مع