للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلافة القاهر بالله أبى منصور محمّد بن المعتضد سنة عشرين وثلاثمائة

لمّا قتل المقتدر بالله وحمل رأسه إلى بين يدي مونس بكى وقال:

- «قتلتموه والله لتقتلنّ [١] كلّنا فأقلّ ما يكون أن تظهروا بأن ذلك جرى بغير قصد منكم ولا أمر به وأن تنصبوا فى الخلافة ابنه أبا العبّاس فإنّه تربيتي وإذا جلس فى الخلافة سمحت نفس جدّته والدة المقتدر وإخوته وغلمان أبيه بإخراج المال.» فعارض هذا الرأى أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل النوبختي لحينه [٢] وما سبق له فى حكم الله تعالى وقال:

- «بعد الكدّ استرحنا ممّن له والدة وخالة وخدم فنعود إلى تلك الحالة؟» وما زال بمونس [٣٨٦] وأسبابه حتّى فثأ رأيهم [٣] عن أبى العبّاس وعدل به إلى محمّد بن المعتضد بالله ليتمّ المقدار من جرى [٤] قتله على يده.

وحضر فائق وجه القصعة الحرمي فذكر لمونس أنّ والدة المقتدر لمّا بلغها


[١] . فى مط،: ليقتلنّ.
[٢] . لحينه: كذا فى الأصل ومط وهو الصحيح. وما فى مد: لحسنه.
[٣] . فى مط: فشاراتهم، وهو تصحيف قبيح.
[٤] . ضبط العبارة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>