للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتكبير، فأرسل من يأتيه بالخبر فأعلمه أنّ الجند قد اجتمعوا وشغبوا لطلب أرزاقهم قال:

- «فهل يطلبون شيئا غير ذلك؟» قال: «لا.» قال: «فما أهون ما طلبوا. إرجع إلى عبد الله بن خازم فمره أن ينصرف ويواقف [٦٩] الناس على أن يبذل لهم أرزاقهم.» فواقفهم على أرزاق أربعة أشهر ورفع من كان دون الثمانين إلى الثمانين [١] وأمر للقوّاد والخواصّ بالصلات والجوائز.

[توجيه عبد الرحمان إلى همدان لحرب طاهر]

وفى هذه السنة وجّه محمد المخلوع عبد الرحمن بن جبلة الأبناوى إلى همذان لحرب طاهر، وانتخب عشرين ألف رجل من الأبناء فضمّهم إليه وحمل معه الأموال وقوّاه بالسلاح والخيل وأجازه بجوائز وولّاه ما بين حلوان إلى ما غلب عليه من أرض خراسان، وأمره أن يسبق طاهر إلى همذان ويخندق عليه ويجمع إليه آلة الحرب، وبسط يده وتقدّم إليه فى التحفّظ والاحتراز وترك ما عمل به علىّ من الاغترار والتضجيع. [٢] فتوجّه عبد الرحمن حتّى نزل همذان فضبط طرقها وحصّن سورها وأبوابها وسدّ ثلمها وحشر إليها الأسواق والصنّاع وجمع فيها الآلات والمير واستعدّ للقاء طاهر ومحاربته.

وقد كان يحيى بن علىّ بن عيسى لمّا قتل أبوه أقام بين الرىّ وهمذان وكان لا يمرّ به أحد من فلّ أبيه إلّا احتبسه. وكان يرى أنّ محمدا يولّيه


[١] . انظر الطبري (١١: ٨٢٦) .
[٢] . ضجّ فى الأمر: قصّر فيه وتقعّد ولم يقم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>