فاستوحش ابن بقية واستعدّ للانحدار إلى واسط على سبيل المقاطعة والمخالفة وساعده على ذلك بعض الجند فشرعت والدة بختيار فى إصلاح الحال وكوتب بختيار بالصورة فثنى وجهه مبادرا إلى بغداد وقدم أمامه كتبه ورسائله مع الحسين بن موسى الموسوي بالتلافى وإنكار كل شيء بلغه عنه وأخذ لكل واحد منهما على صاحبه يمينا على التصافي والتراضي فخرج حينئذ محمد بن بقية متلقيا له عائدا إلى طاعته.
واتصل [٤٥٠] بمحمد بن بقية وبختيار أنّ عضد الدولة يريد العود إلى العراق فخرج ابن بقية إلى واسط لجمع المال وإعداد زاد وعتاد واستعمل ضروبا من القبيح فى الكلام والهجر ومنع شذاءات كانت هناك من الاجتياز وواطأ عمران على منع إجازتها وغير ذلك من ضروب الجهل وذلك للحين المتاح له والشقاء المصبوب [١] عليه حتى تأدى أمره إلى أقبح صورة فى الهلاك بأنواع العذاب والمثلة كما سنذكره فى موضعه إن شاء الله.
تجدّد الوحشة بين ابن بقيّة وبين بختيار
وتجددت بينه وبين بختيار وحشة أخرى بعد عوده إلى بغداد واقتضت الحال القبض على سهل بن بشر النصراني ضامن الأهواز ونكبته التي تأدت إلى القتل.
ذكر السبب فى ذلك كان ابن بقية لا يثق ببختيار على تصرف كل حال ولا يدع التحرز منه ونصب العيون عليه وأشدّ ما يكون نفورا منه إذا حلف ووثق له فانهمك فى