- «أنا فى شغل عن هذا وما للملك قدر مع انتهاء الإنسان إلى مثل ما أنا فيه فافعلوا ما بدا لكم.» ثم أشفى فقال له الصاحب:
- «تب يا مولانا من كل ما دخلت فيه وتبرّأ من هذه الأموال التي لست على ثقة من طيبها وحصولها من حلّها، واعتقد متى أقامك الله وعافاك صرفها فى وجوهها وردّ كل ظلامة تعرفها وتقدر على ردّها.» ففعل [١٣٨] ذلك وتلطف به وقضى نحبه ولعلّ الصاحب اقتدى فى هذا القول بقصة ابن أبى دؤاد مع الواثق بالله رضى الله عنه إلّا أنّ تلك قول وفعل:
[خبر حسن فيه تنبيه على فعل خير [١]]
يقال: إنّه لمّا اشتدت علة الواثق التي توفى فيها وكان فى حبسه جماعة من الكتّاب والعمّال وهم فى ضنك شديد من المطالبة دخل ابن ابى دؤاد عليه وسأله عمّا يجد فشكا الواثق بالله شدة ما به إليه فقال:
- «يا أمير المؤمنين إنّ فى حبسك جماعة وراءهم عدد كثير من العيال وهم فى ضرّ وبؤس ولو أمرت بالإفراج عنهم لرجوت لك الفرج من هذه الشدة.» فقال له:
- «أصبت.» وأمر بذلك فأفرج عنهم. فلمّا أصبح حضر ابن أبى دؤاد عنده على رسمه فقال له الواثق:
[١] . وردت هذه الحكاية رواية عن على بن هشام فى كتاب الفرج بعد الشدة ١: ٩٩- ٩٨.