للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دوابّي هذه السفن لكن أبا محمد ابني يقبل ذلك ولا يردّه.

- «وأما عسكري وإنفاذه فليس تسكن رجالي الى مخالطتكم لكثرة من قتلوا من رجالكم على مرّ السنين والوقائع.» ثم قال للرسول:

- «قل له: ينبغي أن تتوقّر [١] وتترزّن ولا تستعمل هذه الخفة والنزق فقد قصدتني محاربا لى فرجعت عنى منهزما وقصدت الأهواز فرجعت منهزما على هذه الحال والصورة من الفتنة [٤١٨] وأنا أعلم أنّ أمرك سيتأدّى الى أن تجيئني وتلوذ بى وتحصل عندي وسأذكّرك هذا وتعلم حينئذ أنّى أعاملك بالجميل وبخلاف ما عاملتنى به أنت وأبوك قبلك.» فتعجّب الناس من موافقة كلام عمران هذا المقدور [٢] الكائن فإنّ الحال ببختيار آلت إلى المصير اليه والحصول عنده مستجيرا به ومستذمّا على ما سنذكره إن شاء الله.

[جواب ركن الدولة عن رسالته إليه]

فأمّا ركن الدولة فإنّه أجاب بجواب صدر عن نيّة صحيحة وشفقة عليه وهو أن قال:

- «إنّ الفتق الذي انفتق عليه عظيم يحتاج إلى رجال ومال وسلاح وتدبير وهيبة وطاعة وإنّه قد شاخ وثقلت عليه الحركة وإنّه بإزاء أشغال عائقة وأمور قاطعة ولكنه قد عول فى هذه الحال على ابنه عضد الدولة إذ كانت تلك الأدوات التي عددتها مجتمعة له وحاصلة عنده وإنّه سائر من فارس إليه مع جيش كثيف ويخرج إلى نصرته من عنده الوزير أبو الفتح ابن أبى


[١] . كذا فى الأصل ومط. وهو صحيح. والمثبت فى مد: تتوفر.
[٢] . فى مط: المقدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>