للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان» فنفر منهم نحو عشرة آلاف رجل وراسل المقلد وقال:

- «إنّك قد احتجزت عنا بالموصل وأقمت فإن كان لك قدرة على الخروج فاخرج.» فأجابه بأنّه يخرج ولا يتأخر وسار على أثر الرسول وأخرج معه عليّا أخاه فى عمارية وهو محروس فى نفسه مراعى فى أحواله إلّا أنّه مستظهر عليه بالتوكيل.

وقرب من القوم حتى لم يبق بين الفريقين إلّا منزل واحد بإزاء العلث وجد فى أمر الحرب فحضره وجوه العرب واختلفت آراؤهم فقوم دعوه إلى الصلح وصلة الأرحام وقوم حضّوه على المضىّ والإقدام.

وكان فى القوم غريب ورافع ابنا محمد بن مقن فتنازعا القول عند المقلد وظهر من رافع حرص على الحرب وخالف غريب [١] .

[ذكر كلام سديد لغريب [٤٢٧]]

قال لرافع:

- «ما قولك هذا بقول ناصح أمين ولا ناصر معين. فإن كنت فى هذا الرأى عليه فقد أخفرت الأمانة وأظهرت الخيانة وإن كنت معه فقد سعيت فى تفريق الكلمة وهلاك العشيرة وإطماع السلطان.» والمقلد ممسك لا يتنفس [٢] فدخل عليه داخل وقال له:

- «أيّها الأمير هذه أختك رهيلة بنت المسيب- وكانت عند جعفر بن على بن مقن- قريبة منك تريد لقاءك.»


[١] . وأما غريب ففي إرشاد الأريب ٢: ١٠٣ أنّه كان بعد الأربعمائة صاحب البلاد العليا تكريت ودجيل وما لاصقها (مد) .
[٢] . يريد لا ينبس (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>