للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوى على العدوّ بغير زاد ومن وقع فى القتلى وهو مجروح فأفلت يعدو أو من استعبدوه لخدمتهم.

وكانت كتب الضرّابين بمصر إلى الضرّابين بالعراق فى هذه السنة ترد أنّهم يستغنون وذاك أنّ آل طولون والقوّاد المصريّين الذين شخصوا إلى مدينة السلام ومن كان فى مثل حالهم، قد وجّهوا فى حمل مالهم من مصر إلى مدينة السلام وقد سبكوا أوانى الفضّة والذهب والحلي نقارا [١] وحمل إلى مكّة ليوافوا مدينة السلام مع الحاجّ فحمل فى القوافل الشاخصة إلى بغداد فذهب ذلك كلّه.

ولمّا فرغ القرمطى من الحاجّ وأخذ الأموال واستباح الحرم، رحل من وقته من العقبة بعد أن ملأ البرك والآبار بالجيف من الناس والدوابّ. [٥٥]

[ورود خبر القافلة على السلطان]

وورد الخبر بذلك على السلطان فاستعظم الناس جميعا ذلك.

وندب السلطان أيّوب بن محمّد بن داود صاحب الخراج والضياع بالمشرق وديوان الجيش للخروج إلى الكوفة والمقام بها لإنفاذ الجيوش إلى القرمطى. فخرج وحمل أموالا كثيرة لإعطاء الجند.

ثمّ سار زكرويه إلى زبالة [٢] فنزلها وبثّ الطلائع أمامه ووراءه خوفا من أصحاب السلطان المقيمين بالقادسيّة أن يلحقوه ومتوقّعا ورود القافلة الثالثة التي فيها الأموال والتجار.

ثمّ ساروا إلى الثعلبيّة ثمّ إلى الشقوق وأقام هناك ينتظر القافلة وفيها جماعة من القوّاد: نفيس وصالح ومعه الشمسة. وكان المعتضد جعل فى


[١] . انظر الطبري (١٣: ٢٢٧٣) .
[٢] . فى مط: زيالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>