للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبصرة أو الرجوع إلى فيد [١] أو المدينة [٢] إلى أن تلحق بهم الجيوش.

ووصلت الكتب إليهم فلم يسمعوا ولم يتلبّثوا، وتقدّم أهل القافلة الثانية وفيها المبارك القمّى وأحمد بن نصر العقيلي فوافوا الفجرة وقد رحلوا عن الواقصة وعوّروا مياهها وملأوا بركها وآبارها بجيف الإبل والدوابّ التي كانت معهم مشقّقة بطونها، ووردوا منزل العقبة لاثنتي عشرة خلت من المحرّم فحاربهم أهل القافلة الثانية.

وكان أبو العشائر مع أصحابه فى أوّل القافلة ومبارك القمي فيمن معه فى ساقتها. فجرت بينهم حرب شديدة حتّى كشفوهم وأشرفوا على الظفر بهم، فوجد الفجرة من ساقتهم غرّة فركبوهم من جهتها ووضعوا رماحهم فى جنوب إبلهم وبطونها فطحنتهم الإبل فتمكّنوا منهم فوضعوا السيف فيهم فقتلوهم عن آخرهم إلّا من استعبدوه.

ثمّ أنفذوا إلى ما دون العقبة فوارس لحقوا من كان أفلت من السيف، فأعطوهم الأمان، فرجعوا فقتلوهم عن آخرهم وسبوا من اختاروا من النساء وحملوا الأموال والأمتعة، وقتلوا مباركا القمّى والمظفّر ابنه وأسر أبو العشائر وجمع القتلى فوضع بعضهم على بعض [٥٤] حتّى صاروا كالتلّ العظيم ثمّ قطعت يدا أبى العشائر ورجلاه وضربت عنقه. وأطلقوا من النساء ما لم يرغبوا فيه وأفلت من الجرحى قوم، ووقعوا بين القتلى، فتحاملوا فى الليل ومضوا. فمنهم من مات فى الطريق ومنهم من نجا وهم قليل. وكانت نساء القرامطة مع صبيانهم يطفن فى القتلى يعرضون عليهم الماء، فمنهم من كلّمهم فأجهزوا عليه.

وكان فى القافلة زهاء عشرين ألف رجل قتل جميعهم غير نفر يسير ممّن


[١] . فى مط: قيد. والضبط من الطبري (١٣: ٢٢٧١) .
[٢] . الكلمة مطموسة فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>