للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هاروت وماروت]

وكان الغمازون يغمزون بمن عنده قوت من حنطة أو عدّة لعياله فكبسه وأخذه [١] وكان قد انتصب للغمز بذلك وغيره وبمن يرمق بنعمة رجلان من السعاة يعرفان بهاروت وماروت فكانا يصلان إلى ابن شيرزاد فى الأسحار والخلوات ويمضيان أيضا إلى دار المستكفى بالله فلحق الناس منهما أمر عظيم وكذلك من الضرائب فإنّها كثرت حتى تهارب التجار من بغداد وعاد هذا الفعل بالخراب [٢] وفساد الأمر وزيادة الإضاقة فاحتيج إلى مصادرة ابن عبد العزيز الهاشمي وإخوته.

وكثرت كبسات اللصوص فكان إذا ظفر السلطان بلصّ قتلته العامّة قبل أن يصل إلى الوالي.

وقلد أبو جعفر ابن شيرزاد ينال كوسه [٣] أعمال المعاون بواسط والفتح اللشكرى أعمال المعاون بتكريت فأمّا الفتح اللشكرى فإنّه خرج إلى عمله بتكريت فلمّا وصل إليها [١٢١] امتدّ إلى ناصر الدولة فقبله وأكرمه وقلّده تكريت من قبله وردّه إليها.

وأما ينال كوسه فكاتب الأمير أبا الحسين ابن بويه.

وأخرج ابن شيرزاد تكين الشيرزادى إلى الجبل فهزمه أصحاب أبى على أبى محتاج وانصرف إلى بغداد.


[١] . وفى مط: فيكبسه ويأخذه.
[٢] . وفى مط: بالجواب، بدل «بالخراب» .
[٣] . كذا فى الأصل ومط: كوسه (بالسين المهملة) فى كلّ المواضع والمثبت فى مد: كوشه.

<<  <  ج: ص:  >  >>