إلى السفن فأخذوا المال على ما أمر لهم به فى الصكاك أجمع لم يدخل بيت ماله منه درهم واحد واصطفى ضياعه.
[موت الخيزران]
وفيها ماتت الخيزران فخرج الرشيد وعليه جبّة سعيديّة وطيلسان خرق أزرق قد شدّ به وسطه وهو آخذ بقائمة السرير حافيا يمشى فى الطين حتّى أتى مقابر قريش، فغسل رجليه ودعا بخفّ وصلّى عليها ودخل قبرها، فلمّا خرج دعا الفضل بن الربيع وقال له:
- «وحقّ المهدىّ- وكان لا يحلف به إلّا إذا اجتهد- إنّى لأهمّ لك من الليل بشيء من التولية وغيرها، فتمنعني هذه، رحمها الله، وأطيع أمرها.» وولّاه نفقات العامّة والخاصّة وبادوريا والكوفة ولم تزل حاله تنمى إلى سنة سبع وثمانين.
[ودخلت سنة أربع وسبعين [ومائة]]
ولم يجر فيها على ما بلغنا شيء يليق بهذا الكتاب إثباته. [٥٣٧]
ودخلت سنة خمس وسبعين ومائة محمد الأمين يصبح وليّا للعهد
وفيها عقد الرشيد لابنه محمّد ولاية العهد من بعده وأخذ له بذلك بيعة القوّاد والجند وسمّاه الأمين، وله يومئذ خمس سنين. وكان جماعة من بنى العبّاس قد مدّوا أعناقهم للخلافة بعد الرشيد لأنّه لم يكن له ولىّ عهد، فلمّا بايع له، أنكروا بيعته لصغر سنّه.
ولمّا صار الفضل بن يحيى إلى خراسان فرّق هناك أموالا عظيمة وأعطى