للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر رأى سليمان بن صرد فى ذلك]

فلمّا أكثر الناس، وأطالوا عليه، قال لهم سليمان:

- «رويدا، لا تعجلوا، إنّى قد نظرت فى ما تذكرون، فرأيت أنّ قتلة الحسين هم أشراف الكوفة، وفرسان العرب، وهم المطالبون بدمه، ومتى علموا ما تريدون علموا أنهم المطلوبون [١٤٤] فكانوا أشدّ شيء عليكم. وقد نظرت فى من معى منكم، فعلمت أنّهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم، ولم يشفوا نفوسهم، ولم ينكأوا [١] فى عدوّهم، وكانوا لهم جزرا، ولكن بثّوا دعاتكم، فإنّى أرجو أن يكون الناس أسرع استجابة حيث هلك هذا الطاغية.»

[قدوم المختار، وما زعم]

ففعلوا، وخرجت منهم دعاة يدعون الناس، فاستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد بن معاوية أضعاف من كان استجاب لهم قبل ذلك. فلما كان بعد ذلك، قدم المختار بن أبى عبيد، فزعم أنه من قبل المهدىّ محمد بن الحنفيّة يدعوهم إلى الطلب بدم الحسين. فكانت الشيعة قد انقادت لسليمان بن صرد. فكان المختار، إذا خاطب الشيعة، ودعاهم إلى نفسه، قالوا:

- «هذا سليمان بن صرد شيخ الشيعة.» فيقول المختار:

- «هذا ليس لكم بصاحب، إنما يريد أن يخرج فيقتل نفسه، ويقتلكم. ليس له بصر بالحرب، ولا علم بها.» فلا يقبل منه.


[١] . لم ينكأوا: كذا فى الأصل، نكأ العدوّ (ينكأ) : جرحه، وقتله. وفى مط: ولم ينكوا. من قولهم: نكا العدوّ، وفيه (ينكى) : أوقع به. هزمه وغلبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>