على ثلاثة أجزاء، دون أىّ إشارة إلى عبارات الافتتاح من البسملة والتحميد وغير ذلك.
وهذا التثليث يبدو أيضا ممّا بقي من مخطوطة ملك الثانية (مح) ، أو مخطوطة آستان قدس (آ) ، فهما أيضا كانتا في الأصل ثلاثة أجزاء.
أمّا تجزئة أيا صوفيا فهي تجزئة كمّية، أى لم يعتبر فيها التقسيم التأليفي الذي يبتنى عادة على المواضيع الرئيسة، أو الفترات التاريخيّة المحدّدة خاصّة في أثر تاريخىّ مثل تجارب الأمم. لذلك يرى القارئ أنّنا نقلنا ٤٣ صفحة من بداية الجزء الثاني وأضفناها إلى نهاية الجزء الأوّل، أوّلا لإكمال الفصل الأخير من الجزء الأوّل، ثانيا من أجل إكمال عصر ما قبل الأموى، وسنراعى هذا المبدأ في الأجزاء الباقية أيضا إذا اقتضى الحال.
ومن ناحية أخرى، قسمنا الجزء الأوّل إلى قسمين: قسم خاصّ بما قبل الإسلام وهو مفصّل بدوره إلى فصول حسب عصور الأسر الحاكمة الإيرانية مثل: الفيشداذية، والكيانيّة، والأشغانيّة، والساسانيّة، وقسم آخر خاص بالعصر الراشدي، وفيه فصول حسب أيّام الخلفاء. أمّا بالنسبة للعصر الأموى والعصر العباسي أيضا سنراعى مبدأ التقسيم والتفصيل مهما أمكن.
أمّا العناوين الفرعيّة التي كانت في أصل المخطوطة لم نجدها كافية لإرشاد القاري إلى موادّ الكتاب ومواضيعه، ولذلك اخترنا لها عناوين جديدة مناسبة وضعناها في أماكنها.
ومما دفعنا إلى ذلك، أنّنا وجدنا بين مخطوطات الكتاب، ومن حيث العناوين الفرعيّة اختلافا، سواء في وجود عنوان ما، أم في عدمه، أو في صياغة عبارته، ممّا برهن على أنّ غير المصنف من النسّاخ وغيرهم، هم الذين وضعوا قسما من هذه العناوين الفرعيّة الّتى لا تؤثّر دون شكّ على نظرة الباحث المدقق الذي ينظر في نصّ الكتاب.
[مخطوطات تجارب الأمم]
لم يصل إلينا من مخطوطات هذا الكتاب إلّا القليل، لا سيّما إذا كان المراد المخطوط الكامل المشتمل على كل أجزائه. وهذه المخطوطات بغضّ النظر عن كمالها ونقصها هي:
١. أيا صوفيا (الأصل) : مخطوط كامل في ستة أجزاء محفوظ في أيا صوفيا بأسطنبول