للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيّام يزيد بن معاوية وما جرى فيها من الأحداث الّتى يليق ذكرها بهذا الكتاب

[وصايا معاوية ليزيد]

كان معاوية وطّأ لابنه يزيد الأمور، وأخذ على الوفود له البيعة، فلما مرض [٧١] المرضة التي توفّى فيها، دعا به وقال:

- «إنى لا أتخوّف عليك أن ينازعك هذا الأمر الذي استتبّ لك، إلّا أربعة نفر من قريش: الحسين بن علىّ بن أبى طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمان بن أبى بكر.

- «فأمّا عبد الله بن عمر، فرجل قد وقذته [١] العبادة، وإذا لم يبق أحد غيره، بايعك..

- «وأما حسين بن علىّ، فإنّ أهل العراق لن يدعوه، حتّى يخرجوه، فإن خرج عليك، فظفرت عليه، فاصفح عنه، فإنّ له رحما ماسّة، وحقّا عظيما..

- «وأمّا ابن أبى بكر، فرجل ليست له همّة إلّا في النساء، واللهو.

- «وأمّا الذي يجثم عليك جثوم الأسد، ويراوغك روغان الثعلب، فإذا أمكنته


[١] . في مط: وفدته. وقذ فلانا يقذه وقذا: ضربه حتّى استرخى، وأشرف على الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>