فدخلت إلى الوزير فأقرأنى الكتاب الوارد بذكر ذلك وعنده من يحتشمه فأظهرت وجوما. فلمّا خلا عدت إليه وفى وجهى آثار الاستبشار، ووجدته مفكرا مطرقا فلما رآني قال:
- «أظنّك قد سررت بما ورد.» قلت: «نعم.» قال: «وما ذاك مما يسرّ، لأنّ ملكا قرب رجلا [٣٤٨] كما قرب بهاء الدولة أبا الحسن وفوّض إليه التفويض الذي رأيته ثم أسلمه للقتل بمرأى عينه لحقيق بأن تخاف ملابسته.» وفيها ورد أبو العلاء عبيد الله بن الفضل قادما من الأهواز وكان أبو الحسن المعلّم قد مدّ عينه إلى حاله وماله واستدعاه للقبض عليه.
ذكر تدبير جيّد سلم به أبو العلاء عبيد الله بن الفضل
لمّا أحسّ أبو العلاء بما همّ به أبو الحسن ملأ عينه بالتحف والملاطفات وعمل الدعوات المترادفات وسلك معه سبيل التذلل والمخادعة حتى اندفعت عنه النكبة وتجدّد من قتل المعلّم ما كفى به أمره.
وفيها أفرج عن أبى الحسن محمد بن عمر العلوي.
وفيها قبض على أبى الحسن المعلّم وقتل.
[شرح حال أبى الحسن المعلم فى القبض عليه وقتله]
كان قد استولى على الأمور الاستيلاء الذي تقدّم ذكره ووتر القريب والبعيد وخنق أبا على ابن شرف الدولة بيده وأفسد نيّات وجوه العسكر