للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فأتته ريسانة [١] فى تلك الأيّام وقد أهديت إليه امرأتان من المدينة، إحداهما فاطمة بنت محمّد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، والأخرى أمة الكريم [٢] بنت عبد الله من ولد خالد بن أسيد بن أبى العيص فلم ينظر إليهما، فقالت:

- «يا أمير المؤمنين، إنّ هاتين المرأتين قد خبثت أنفسهما وساءت ظنونهما لما ظهر من جفائك بهما.» فانتهرها وقال:

- «ليست هذه الأيّام من أيّام النساء، لا سبيل إليهما حتّى أعلم: رأس إبراهيم لى، أو رأسى لإبراهيم.» فهذه كانت عزيمة أبى جعفر.

فأمّا إبراهيم فذكر أبو عبيدة أنّ يونس الحرمي كان يقول: قدم هذا يريد إبراهيم وهو يقصد إزالة ملك، فألهته بنت عمرو بن سلمة عمّا جاء له، وكان إبراهيم تزوّج بعد مقدمه البصرة بهكنة بنت عمر بن سلمة. وكانت تأتيه فى مصبّغاتها وألوان ثيابها.

وورد كتاب من جعفر ومحمّد ابني سليمان يعلمانه خروجهما عن البصرة، وكان كتابهما فى قطعة جراب، ولم يقدرا [٤٤٦] على شيء يكتبان فيه غير ذلك، فلمّا وصل الكتاب إليه، فرأى قطعة جراب بيد الرسول قال:

- «خلع والله أهل البصرة مع إبراهيم.» ثمّ قرأ الكتاب ودعا بعبد الرحمن الختلىّ وبأبى يعقوب ختن مالك بن الهيثم، فوجّههما فى خيل كثيفة إليهما وأمرهما أن يحبساهما حيث لقياهما،

و


[١] . كذا فى الطبري (١٠: ٣٠٦) : ريسانة. وفى حواشيه: ربسانة.
[٢] . كذا فى الأصل. وفى الطبري (١٠: ٣٠٦) ام الكريم، وفى حواشيه: ابنة العريم. فى آأيضا: أمة الكريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>