للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد فلم يعرف خبره إلّا بعد ثلاثة أيّام فوجّه على بن أبان وضمّ إليه أكثر الجيش الذي كان مع يحيى بن محمد إلى الأهواز وبها رجل يعرف باصغجور [١] يتولّى حربها ومعه نيزك فى جماعة من القوّاد.

فلمّا التقى العسكران لم يثبت القوم للزنج، إنّما استشعروه من الرعب فانهزم اصغجور وقتل نيزك وأسر خلق من القوّاد فيهم الحسن بن هرثمة، وقتل من الجند عدد كثير وحملت الرؤوس إلى صاحب الزنج.

وكتب علىّ بن أبان بالفتح وحمل أعلاما كثيرة وأسرى ودخل علىّ بن أبان الأهواز وأقام فيها يعيث ويجيء إلى أن ندب السلطان موسى بن بغا لحرب الخبيث. فلمّا شخص موسى شيّعه المعتمد وأخرج عبد الرحمن بن صالح إلى الأهواز وأشخص إسحاق بن كنداجيق إلى البصرة وإبراهيم بن سيما إلى باذاورد، كلّهم من قبل موسى لحرب صاحب الزنج.

فأمّا عبد الرحمن بن مفلح فإنّه وافى قنطرة ارمق وأقام عشرة أيّام [٤٩٢] ثمّ واقع المهلّبى فهزمه المهلّبى فانصرف واستعدّ ثمّ عاد لمحاربته فأوقع به وقتل من الزنج قتلا ذريعا وانهزم علىّ بن أبان بمن معه من الزنج إلى بيّان.

وكان إبراهيم بن سيما بالباذاورد فقصده وكان المهلّبى قد سار يريد الموضع المعروف بالأوكر [٢] فواقعه إبراهيم فهزمه وانتهى خبر هزيمته إلى عبد الرحمن فوجّه إليه طاشتمر فى جمع من الموالي فلم يصل إلى المهلّبى لأنّه كان سلك طريق الآجام والأدغال والقصب فأضرمه عليهم نارا فخرجوا منه هاربين وأسر معهم قوما.

وصار المهلّبى إلى نهر السدرة وكتب إلى صاحبه يستمدّه ويسأله التوجيه إليه بالشذاءات، فوجّه إليه ثلاث عشرة شذاة فيها جمع كثير من المقاتلة.


[١] . فى الطبري (١٢: ١٨٧٥) : اصغجون.
[٢] . كذا فى الأصل: بالأوكر. فى مط: بالانكر. فى الطبري (١٢: ١٨٧٨) : بالدكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>