للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر المرزبان.

وكان أنفذ إلى أرمينية من يوطّئ له نيّات ملوكها من ابن الديراني وابن خاجيق [١] وأخيه حمزة وابن سباط وغيرهم ليلجأ إليهم إن حزبه أمر وورد عليه خبر علىّ بن ميشكى بتوجهه إلى أردبيل مع عدّة يسيرة ثقة بأنّ الديلم الذين مع ديسم سيستأمنون إليه، فانكفأ ديسم إلى أردبيل ووقعت الحرب فقلب [١٩٩] الديلم تراسهم فى وجهه وانحازوا إلى ابن ميشكى سوى جستان بن شرمزن [٢] فإنّه أخلص مودة ديسم فقبض الديلم عليه وانهزم ديسم فى نفر من الأكراد إلى بلد الأرمن فحمل إليه ملوكها ما تماسك به.

وورد عليه خبر المرزبان هناك فى مسيره عن قلعة سميرم التي كان محبوسا فيها وحصوله بأردبيل وتسلّمه القلاع والأموال وإنفاذه على ابن ميشكى فى جيش لطلب ديسم فلم يمكنه المقام فهرب إلى الموصل ثم صار إلى بغداد وذلك فى سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة فتلقّاه معزّ الدولة وأكرمه ورتّبه فى أعلى مرتبة وقضى حقّه وواصل إليه المبارّ والألطاف وبذل له خمسين ألف دينار إقطاعا فى كلّ سنة على أن يقيم بحضرته فأقام مديدة فى أطيب عيش وأرخى بال فكان يقول ذلك لكتّابه وأسبابه ويقول:

- «أرغد عيش لى وأهناه أيّام مقامي ببغداد.» ثمّ كاتبه أسبابه من آذربيجان بما اغترّ به فنزع إلى الإمرة والاستبداد فرحل من بغداد وزوّده معزّ الدولة مالا كثيرا وثيابا ودوابّ ومراكب. فسار إلى الشام زائرا سيف الدولة فى طريقه ثم انقلب من عنده إلى أرمينية وقصد ابن الديراني وابن خاجيق لثقته كانت به وإنّه كان أودعه ذخيرة له وكتب المرزبان إليه يلزمه القبض [عليه] . [٢٠٠]


[١] . كذا فى الأصل ومط: خاجيق. والمثبت فى مد: جاجيق وهو تصحيف.
[٢] . فى مط: جستان شرمون.

<<  <  ج: ص:  >  >>