السلام وقد رحل عنها إلى البصرة فافتتحها وأقام هذا الرسول منتظرا له إلى أن عاد فأدّى إليه الرسالة وكان فيها ما غاظه فتقدّم بحلق لحيته ففعل وأسمع نهاية ما كره وانصرف على هذه الحال.
فحكى للمرزبان ما جرى عليه فامتعض وأخذ [١٧٤] فى جمع الرجال والاستعداد ورأى أن يبتدئ بالرىّ فراسل ناصر الدولة سرّا يبذل له المعاونة بنفسه وأولاده ورجاله وماله وأشار عليه بأن يبتدئ بقصد بغداد فخالفه وأجابه بجميل وأعلمه أنّه يرى الصواب فى الابتداء بالرىّ فإن تمّ له ما يريد طلب بعد ذلك بغداد وغيرها.
وكان استأمن إليه من قوّاد الرىّ علىّ بن جوانقوله [١] فعرفه نية القوّاد الذين وراءه بالري وأنّهم على المصير إليه فزاده ذلك طمعا واستدعى أباه محمّد بن مسافر وأخاه أبا منصور وهسوذان.
فلمّا وافاه أبوه تلقّاه وقبّل الأرض بين يديه وأجلسه فى صدر الدست ووقف بحضرته وامتنع من الجلوس حتى حلف عليه أبوه دفعات كثيرة فجلس وامتنع وهسوذان من الجلوس فلمّا جنّ الليل خلوا جميعا وتفاوضوا.
فلمّا عرف أبوه صحّة عزمه فى قصد الرىّ فثأ عزمه وعرّفه أحوالا توجب الامتناع من قصدها فأبى عليه وقال:
- «قد وردت علىّ كتب وأكثر القوّاد هناك مستعدّون للانحياز الىّ.» فلمّا كان وقت الوداع بكى أبوه وقال:
- «يا مرزبان أين أطلبك بعد يومى هذا.» فقال مجيبا له: