للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: «إذا والله لا أسألك حاجة أبدا.» قال: «إذا والله لا أبالى.» وحمى وغضب فقامت مغضبة، فقال:

- «مكانك تستوعبى كلامي والله وإلّا فإنّى نفىّ من قرابتي من رسول الله، صلّى الله عليه، لئن بلغني أنّه وقف ببابك أحد من قوّادى أو أحد من خاصّتى وخدمي لأضربنّ عنقه ولأقبضنّ ماله، فمن شاء فليرم ذلك. ما هذه المواكب التي تغدو وتروح إلى بابك فى كلّ يوم؟ أما لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكّرك، أو بيت يصونك؟ إيّاك، ثمّ إيّاك، ما فتحت بابك لملّىّ أو ذمّىّ.» فانصرفت وهي [٥١٩] لا تعقل ما تطأ [١] ، فلم تنطق عنده بحلوة ولا مرّة بعدها.

فحكت خالصة: أنّه لمّا صارت الخلافة إلى الهادي، صرت إليه وقلت له:

- «إنّ أمّك تستكسيك.» فأمر لها بخزانة مملوّة كسوة. قالت: ووجد للخيزران فى منزلها من قراقر الوشي ثمانية عشر ألف قرقرة.

وحكى بعضهم: أنّه سمع خالصة تقول للعبّاس بن الفضل بن الربيع: بعث موسى إلى أمّه الخيزران بأرزّة وقال:

- «استطبتها.» وذلك بعد سخطه عليها، وذكر أنّه أكل منها فتنغّص لها.

قالت خالصة: فقلت لها:

- «أمسكى حتّى تنظرى، فإنّى أخاف أن يكون فيها شيء تكرهينه.» فجاؤوا بكلب، فأكل منها فتساقط لحمه. فأرسل إليها بعد ذلك:


[١] . فى مط: ما تطأ عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>