اليوم فعل بى غدا مثله.» فاجتمعوا على خلعه والفتك به. فتوجّه موسى نحو طريق خراسان وقال له بايكباك:
- «اذهب إليه وأظهر له الطاعة.» ودبّرا فى ذلك تدبيرا بلغ المهتدى، وظنّ أنّ بايكباك أتاه فى الفتك به.
فلمّا دخل إليه أمر بحبسه وأخذ سلاحه. [٤٧٢] وقال بعضهم:
كان السبب فى ذلك إنّ المهتدى تكلّم فى موسى ومحمد ابني بغا وقال للموالي:
- «قد احتجبنا الأموال.» فتخوّفه أبو نصر وهرب. ثمّ كتب إليه المهتدى وآمنه فرجع وظهر وقعد له المهتدى فوصل إليه هو ومن جاء معه. فسلّم فقال له المهتدى:
- «ما تقول فيما يقول الموالي؟» قال: «وما يقولون؟» قال: «إنّهم يقولون إنّكم احتجزتم الأموال واستبددتم بالأعمال فما تنظرون فى شيء من مصالحهم.» قال: «يا أمير المؤمنين وما أنا والأموال ولست كاتب ديوان ولا جرى على يدي عمل.» فقال: «وأين الأموال هل هي إلّا عندك وعند أخيك وكتّابكم.» ودنا الموالي وأخذوا بيد محمد وقالوا:
- «هذا عدوّ أمير المؤمنين. لا ينبغي أن تقوم بين يديه بسيف.»