دار أمير المؤمنين فركبوا فى السلاح واتصل [الخبر] بالأتراك فانصرفوا ركضا وعدوا لا يلوى فارس على راجل ولا كبير على صغير حتّى لحقوا بمنازلهم وزحف [موسى وأصحابه جميعا][١] فلم يبق بسرّ من رأى قائد يركب إلى دار أمير المؤمنين إلّا ركب معه وكان تقدير الجيش الذين ركبوا مع موسى فى هذا اليوم أربعة آلاف فارس فى السلاح والقسىّ الموتّرة والدروع والجواشن والرماح والطبرزينات يريدون محاربة من يريد صالحا وكان أكثرهم هواة مع صالح. فمضوا إلى الجوسق ونادوا بأنّ من لم يظهر من قوّاد صالح وأهله وأصحابه ويحضر دار أمير المؤمنين أسقط اسمه وخرّب منزله وفعل به وصنع.
ثمّ جدّ هؤلاء فى طلب صالح فهجم بسببه على جماعة ممّن كان متصلا به قبل ذلك، إلى أن عثر به غلام من موالي وصيف. فحكى الغلام قال:
دخلت دارا فى زقاق أطلب ماء لأشربه، فسمعت قائلا يقول بالفارسية:
- «أيّها الأمير تنحّ فقد جاء غلام يطلب ماء.» فلمّا سمعت ذلك جمعت ثلاثة أنفس وهجمت [٤٧٠] عليه فإذا صالح بيده مرآة ومشط وهو يسرّح لحيته. فلمّا رآني بادر فدخل بيتا فخفت أن يكون قصد لأخذ سيف أو سلاح فتلوّمت ثمّ نظرت إلى البيت فإذا هو قد لجأ إلى زاوية فدخلت إليه فاستخرجته فلم يزدني على التضرع شيئا، فقلت له:
- «ليس إلى تركك سبيل ولكنّى أمّرتك على أبواب إخوتك وقوّادك وصنائعك فإن اعترض علىّ منهم اثنان أطلقتك فى أيديهم.» قال: فأخرجته فما لقيت أحدا إلّا من أعان على مكروهه. وحمل إلى دار