وياجور وغيرهم من القوّاد يقولون إنّهم قد كتبوا بما كتبوا وإنّ أمير المؤمنين لا يمنعهم ما سألوا إن لم يعترضوا عليه وإنّهم إن فعلوا ذلك وخالفوه لم يصبروا عليهم وإنّ أمير المؤمنين إن شاكته شوكة وأخذ من رأسه شعرة [٤٦٨] أخذوا رؤوسهم جميعا وإنّه ليس يقنعهم إلّا أن يظهر صالح بن وصيف حتّى يجمع بينه وبين موسى فينظر أين مواضع الأموال، فإنّ صالحا وعدهم أن يعطيهم رزق ستّة أشهر.
ثمّ دفعوا الكتاب إلى رسول موسى ووجّهوا مع أبى القاسم عدّة منهم ليوصل كتاب أمير المؤمنين وليسمعوا كلامه. فانصرفوا إلى المهتدى فأمر بإنشاء التوقيعات الخمس وأنفذها فى درج كتاب بخطّه إليهم.
وكتب القوّاد أيضا جواب كتابهم وأنفذوه إليهم بإجابتهم إلى ما سألوه.
وكتب أمان لصالح بن وصيف فيه: إنّ موسى وبايكباك سألا أمير المؤمنين ذلك وأكدّ ذلك غاية التأكيد وحمل إليهم.
وقال لهم أبو القاسم:
- «علام اجتماعكم وقد أجبتم إلى كلّ ما سألتم؟» فانصرف القوم وتفرّق القوّاد.
فلمّا كان يوم السبت ركب ولد وصيف وأصحابهم وتنادى الناس:
السلاح، واجتمعوا وعسكروا وركب أبو القاسم يريد دار المهتدى فمرّ بهم فتعلّقوا به وقالوا:
- «قل لأمير المؤمنين إنّا نريد صالحا.» فمضى فأدّى ذلك فقال موسى:
- «أراهم يطلبون صالحا منّى كأنّى أخفيته أو هو عندي [٤٦٩] إن كان عندهم له خبر فينبغي أن يظهروه.» وصحّ عندهم أنّ القوم قد تواطئوا وأنّ الناس يتحلّبون إليهم، فتهايجوا من