للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يجسروا، [١] فصاح وجلب إلى أن أنبهه ودخل إليه وقال له:

- «إنّ أبا سعد قتل حاجبك خطلخ.» فلم يصدّقه وانتهره فقال:

- «وجّه وانظر.» فورد عليه الخبر بصدقه فاستعظم ذلك ووجم ساعة ودخل أبو سعد فلم يظهر له أنّه أنكر شيئا ولا أنّه استوحش وسأله عن السبب فيما فعله فعرّفه الصورة واستشهد من حضر فاستصوب ما فعله. وخاف أبو سعد ووجد أبو العبّاس الحنّاط فرصته وأقبل يقول:

- «هو ذا يأخذ البيعة على القوّاد وهو خارج عليك لا محالة.» فوجّه الأمير إلى أبى سعد فأنسه غاية التأنيس وحلف له أيمانا مؤكّدة على ثقته به وأنّه لا يلحقه سوء من جهته. واتّفق أن أخرج أبو سعد صناديقه من البيوت إلى صحن داره ليسترها استظهارا وخلا بموسى فياذه يشاوره [٢] فمضى الحنّاط إلى الأمير علىّ بن بويه [٤٧٣] فقال له:

- «قد استحلف أبو سعيد قوّادك وآخر من استحلفه موسى فياذه وها هو قد أخرج صناديقه وهو خارج الساعة.» فوجّه بالأمير بمن عرف خبره فرأى الرسول الصناديق وموسى فياذه خارجا من عنده فعاد إليه بالخبر فلم يشكّ الأمير حينئذ فى صحّة قول الحنّاط فقبض عليه وعلى جميع ماله من سائر الأصناف واعتقله. وكان فى الاعتقال إلى أن ورد بعض قوّاد الأتراك من بعض أعمال فارس فواطأه الحنّاط على الدخول مع أصحابه وهم خمسون رجلا مخرّقى الثياب مسودّى


[١] . فى مط: فلم يجرأوا.
[٢] . فى مط: فناره شاوه (كذا) ، بدل «فياذه يشاوره» وفياذه يحتمل أن يكون معرّبا أصله الفارسي:
پياده، أى الراجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>