للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «أكتب وأنا آمن أيّها الوزير ممّا أقول والله ما أملك ولا إخوانى هذا المال فإن عطف الله بقلب الخليفة وقلبك علينا تصرّفنا وأدّينا وإن حرمنا ذلك استدفعنا القتل إلى مدّة فإنّ الله قد أجرى عادتنا بالكفاية ونحن نرجو تفضّله.» فقال الخصيبى ولم يكن فى المجلس إلّا أبو زكريا وابن قديدة مستخرج الخصيبى:

- «يا أبا عبد الله وقد قسمت ووفيت الرأى [حقّه] [١] » وضحك وأخذ خطّه بألفي ألف درهم زيادة وانصرف. [٤٣٢] وكان أبو عبد الله البريدي قد تحقق بأبى بكر محمّد بن رائق وتناهى أبو بكر فى إكرامه وواقفه أبو بكر على أن يتنجّز تسبيباته وتسبيبات رجاله على الأهواز ويخرج إليها ويتغلّب عليها. وشخص هو عن البصرة لئلّا يتمّ هذا الرأى بمقامه عنده فينسب إليه فلمّا وافى واسطا وجد بها أبا الحسن علىّ بن عيسى وقد عمر واسطا فعقدها عليه القاهر- لأنّه كان من قبله لا من قبل الوزير- بثلاثة عشر ألف ألف درهم. وأشهد على أبى عبد الله البريدي بالضمان واستخلف أبو عبد الله أبا الحسن محمّد بن حمد بن حمدون الواسطي وأقام مدّة خمسين يوما بالنعمانيّة ينظر فى أعمال الموفقى ثمّ مضى إلى بغداد وركب يوما هو وأخوه إلى سوق الثلاثاء ينتظرون خروج الخصيبى فراسله عيسى المتطبّب بأنّ القاهر قد عزم على القبض عليهم فانحطّوا عن دوابّهم وغيّروا زيّهم واستتروا فما ظهروا حتّى خلع القاهر من الخلافة وتقلّدها الراضي بالله.


[١] . ما بين المعقوفتين زدناه من مط، مكان بياض كان هنا فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>