للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت فى أيدى الخرّميّة فى تلك الأطراف ووقع بين أربابها خلاف فانحاز بعضهم إليه وأظهره على ذخائر جليلة صرفها كلّها إلى استمالة الرجال واستعطاف القلوب. فلمّا عاد مرداويج إلى الرىّ سبّب أموال جماعة من قوّاده [٤٣٨] على ناحية الكرج وفيهم إبراهيم بن سيارهى [١] المعروف بكاسك وجماعة أكبر منهم، فاستمالهم علىّ بن بويه وأفضل عليهم حتّى أوجبت الجماعة طاعته.

فاتّصل ذلك بمرداويج فأوحشه ذلك وندم على إخراج أولئك القوّاد الأكابر إليه وكاتبه بالمصير إليه وكاتب القوّاد بمثل ذلك فدافعه وتعلّل عليه ورفق به إلى أن أخذ العهود والمواثيق عليهم. وعلم استيحاش الجماعة وخوّفهم من غدر مرداويج وسطوته، فحينئذ خرج بهم عن الكرج وجمع أكثر ما قدر عليه من المال واستأمن إليه من جرباذقان شيرزاد أحد قوّاد الديلم فى أربعين رجلا فقويت نفسه وعرض رجاله فكانوا ثلاثمائة رجل وكسرا، لكنّهم أعيان ونخب مستظهرين بالآلات والعدد، وتوجّه إلى إصبهان وبها أبو الفتح ابن ياقوت فى نحو عشرة آلاف وأبو علىّ ابن رستم يلي الخراج، فقدّم إليهما كتبا جميلة وعرّفهما أنّه ينحاز إليهما داخلا فى طاعة السلطان فدافعاه عن ذلك.

وكان أبو علىّ بن رستم أشدّ الناس كرها له وإنكارا لقدومه، واتّفق موت أبى علىّ ابن رستم، وبرز أبو الفتح ابن ياقوت [٤٣٩] حتّى صار من إصبهان على ثلاثة فراسخ. وكان فى أصحاب ابن ياقوت ديلم وجيل [٢] كثير مقدارهم ستمائة رجل وكانوا يسمعون فضل علىّ بن بويه وعطاءه وسعة صدره فاستأمنوا إليه، وواقعه الوقعة وانهزم ابن ياقوت لما ضعف باستئمان


[١] . سيارهى: كذا فى الأصل ومط، ومد.
[٢] . فى مط: وخيل كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>