للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إقامة القضيم للكراع ومهمات التسبيبات عليه.

وندم سبكتكين على تقليد أبى الفرج الوزارة ومساعدته على نكبة أبى الفضل وتذكر ما كان يعامله به من المجاملة والنفاق ورأى [٣٣٨] أنّه على علّاته [١] كان أصلح له من أبى الفرج وضعف قلب أبى الفرج بفساد رأيه.

وكان أخوه أبو محمد على بن العبّاس الخازن مستوليا على بختيار مالكا لقياده لا يفارق مجلسه عند الأنس والمنادمة فأشفق أن يجرى عليه من سبكتكين ما جرى على شيرزاد منه فاتفقا على إرضاء سبكتكين بإطلاق أبى قرّة وتقرير أمره على مال قليل لا يؤثر فى حاله وأن يصير إلى واسط على رسمه الأوّل ويعتزل الديوان. فلمّا أفرج عنه أقام القضيم ونفذ الأمور المتعلّقة به وانحدر إلى واسط بعد أن واطأ سبكتكين على السعى لأبى الفضل فى الوزارة وإنقاذه من محبسه والقبض على أبى الفرج وأبى محمد على بن العبّاس وأسبابهما.

وقد كان الوزير أبو الفرج عطّل ديوان أبى قرّة ونقل الأعمال عنه واستبد بمكاتبة العمال وكان له كاتب أهوازىّ يعرف بابن السكر قد اتسمت حاله فشرع فى تقلّد هذا الديوان وبذل لبختيار مالا يصحّحه له فى كلّ سنة من حقوق المحاسبات وأعلمه أنّ هذا الديوان زمام له على الوزراء وأنّ الوزير الآن مستبدّ بالجميع وفى ذلك ضياع الدخل والخرج وفساد الأصل والفرع.

واتّصل الخبر بأبى الفرج فغلظ [٢] عليه وعظم فى نفسه وراسل بختيار بأنه لا يصبر [٣٣٩] على أن يتقلّد كاتبه هذا الديوان على مراغمته فأجابه بأنّه لا بدّ من صاحب ديوان يكون معه «فاختر أنت من تحب» فهان عليه ردّ أبى قرة إلى نفسه وكان أخفّ على قلبه وأيسر محملا من نظر ابن السكر


[١] . فى مط: علامته.
[٢] . فى مط: فغلط.

<<  <  ج: ص:  >  >>