مجرى حقوق العمل التي تستوفى واحبّ أن يضرب على بابه بالدبادب.
فسأل بختيار ذلك فأجابه إليه ومنعه أبو الفرج الوزير منه وأنكر، ثم بذل فيه أبو قرة مالا فخرج أمر بختيار بأن يطلق له ذلك.
ثم خرج الوزير أبو الفرج وأبو قرة مالا فخرج أمر بختيار بأن يطلق له ذلك ثم خرج الوزير أبو الفرج وأبو قرة فى التنافس إلى أبعد غاية وفى العداوة إلى أقصى نهاية. وكان صاحبهما لاهيا عنهما واتصلت المنازعة بينهما فى أمثال هذه الأشياء ولم تحفظ مرتبة الوزارة وفضلها على غيرها حتى لم تتميز من سواها.
فتقدّم الوزير أبو الفرج إلى كتّابه بعمل لأبى قرة ومؤامرة تشتمل على ما يجب عليه فى مردود حسباناته التي عملها فى سنى ضمانه وإثارة جميع ما غبن فيه السلطان ومرافقه القديمة [٣٣٧] والحديثة فعملت هذه المؤامرة واشتملت على ستة آلاف ألف درهم ونسبت هذه الأموال إلى جهاتها وعرضت على بختيار وأطمع فى وجوبها وأن حاله تفي بها فأمر بمطالبته.
واعتصم بسبكتكين الحاجب فحامى عليه واغتاظ بختيار من تعززه عليه ووجد خصومه الطريق إلى إغرائه به وأقاموا فى نفسه أنّه سيحمل سبكتكين على خلع طاعته وإزالته عن مملكته. فأنفذ بختيار إليه نقيبا ووكّله به فى دار سبكتكين ثم أنفذ ثانيا يستدعيه وضعف سبكتكين عن مقاومة صاحبه بختيار ومنابذته وكان شاع عنه أنّه إنّما يحامى على أبى قرة لمرفق يأخذه منه، فترك الإغراق فى نصرته وسلمه إلى بختيار على موجدة فى نفسه وحمية فى قلبه ووعد أبا قرة أنّه سيتكلم فيه ويستنقذه.
فلمّا صار عند بختيار سلّمه إلى الوزير أبى الفرج وأمره باستخراج المال فضعف الوزير عن منابذة سبكتكين فيه ولم يقدم على عسفه ولم يسكن إلى إطلاقه فحصل معتقلا اعتقالا جميلا ووقفت الأمور التي كان ينظر فيها من