للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث أوردنا (ص ٣٤) على الروذراورى صاحب الذيل فيما قاله بشأن الشبه بين آخر كتاب التاجى وبين آخر تجارب الأمم، الأمر الذي كان في نيّتنا، وذلك بعد صدور الطبعة الأولى ووقوفنا على هذا الالتباس، أن نشير إليه في استدراكاتنا التي رجّحنا أن نثبتها في مجلد الفهارس، أى المجلد الثامن لتجارب الأمم من طبعتنا، غير متوقّعين أنّه سيعاد طبع هذا التصدير قبل أن يطبع مجلد الفهارس. وهنا نشكر زميلنا الدكتور ع. منزوى الذي نبّه بدوره على ذلك في مقدمته الممتعة (ص ٢١) التي وضعها لترجمته للجزئين الأخيرين من الكتاب اللذين نشرهما مع الذيل آمد روز (القاهرة ١٦- ١٩١٤) .

٥. مسكويه مصدرا: مهما يكن من أمر الفترة السابقة، أى التي تنتهي إلى سنة ٣٤٠ هـ، فإنّ مسكويه بشهوده وعيانه تارة، وبسماعه من الأصدقاء والزملاء الساسة المشايخ تارة أخرى، يعتبر مصدرا حيّا لكتابة تاريخه. لقد صرّح مسكويه بذلك في بداية ذكر الحوادث لتلك السنة حيث قال:

«أكثر ما أحكيه بعد هذه السنة (٣٤٠ هـ) فهو مشاهدة وعيان، أو خبر محصّل، يجرى عندي خبره مجرى ما عاينته، وذلك أنّ مثل الأستاذ الرئيس أبى الفضل محمد بن الحسين بن العميد- رضى الله عنه- خبرني عن هذه الواقعة وغيرها بما دبّره، وما اتفق له فيها، فلم يكن إخباره لى دون مشاهدتى في الثقة به، والسكون إلى صدقه، ومثل أبى محمد المهلّبى- رحمه الله- خبّرنى بأكثر ما جرى في أيّامه، وذلك بطول الصحبة وكثرة المجالسة، وحدّثنى كثير من المشايخ في عصرهما بما يستفاد منه تجربة، وأنا أذكر جميع ما يحضرني ذكره منه وما شاهدته وجرّبته بنفسي، فسأحكيه أيضا بمشيئة الله.» وهكذا يصل تاريخه إلى سنة ٣٦٩ هـ. مع أنّه عاش حتى سنة ٤٢١ هـ. أى لمدة نصف قرن، تاركا كتابة تاريخ تلك المدّة. وبالرغم من ذلك، فإنّ تجارب الأمم عرف كمصدر أساس لا يستغنى عنه لدراسة القرن الرابع الهجري والعصر البويهي الذي يعتبر ألمع العصور الإسلامية علما وحضارة

.

<<  <  ج: ص:  >  >>