مستمدّا من مصادر إيرانية قديمة موجودة في تلك الخزانات، أو ما أضافه إلى تاريخ ما بعد الإسلام آخذا عن مصادر إسلامية كانت فيها.
٣. ثابت بن سنان: هناك فترة تاريخيّة تبدأ من سنة ٢٩٥ إلى سنة ٣٤٠ هـ يعتمد مسكويه فيها على مصادر مستقلّة عن الطبري، منها: تاريخ ثابت بن سنان (المتوفى سنة ٣٦٣ هـ) ابن ثابت بن قرّة الصابي الحرّانى (٢٢١- ٢٢٨ هـ) خال أبى إسحق هلال بن محسن الصابي.
كتب ثابت بن سنان تاريخه ابتداء من خلافة المقتدر (من سنة مائتين ونيّف- القفطي) إلى سنة ٣٦٠ هـ. فكتب أبو إسحق هلال بن محسّن تتمة لتاريخ ثابت بن سنان وصلت إلى سنة ٤٤٧ (كلود كاهن، دانشنامه ايران وإسلام) . ومن دلائل كونه مصدرا لمسكويه ما جاء في التجارب ٥: ٣١٣ حيث قال: «.. وحكى ثابت بن سنان في كتابه أنّ ... » فهذا تصريح من مسكويه أنّه أخذ في تاريخ هذه الفترة عن ثابت بن سنان أيضا.
٤. أبو إسحاق الصابي، إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون (هارون) :.... قال الروذراورى في ذيل تجارب الأمم (ص ٣٣) :
«وعمل أبو إسحق الكتاب الذي سمّاه: التاجى في الدولة الديلميّة وهو كتاب إذا عمل منه جزءا حمله إلى عضد الدّولة حتى يقرأه ويصلحه، ويزيد فيه وينقص منه. فلمّا كان تكامل ما أراده حرّر وحمل إلى خزانته. وهو كتاب بديع الترصيف حسن التصنيف، فإنّ أبا إسحاق كان من فرسان البلاغة، الذين لا تكبو مراكبهم ولا تنبو مضاربهم، ووجدنا آخره موافقا لآخر كتاب تجارب الأمم، حتى إنّ بعض الألفاظ تتشابه في خاتمتهما، وانتهى القولان في التاريخ بهما إلى أمد واحد، والكتاب موجود يغنى تأمّله عن الإخبار عنه.» وللكتاب وصاحبه أبى إسحاق الصابي، وسبب تأليفه إيّاه بأمر من عضد الدولة البويهي حكاية طريفة تجدها عند الروذراورى في ذيل تجارب الأمم (ص ٣٠- ٣٣) .
هذا، وقد التبس الأمر علينا في الطبعة الأولى بين إبراهيم الصابي كاتب التاجى وبين حفيده هلال الصابي (٣٨٤- ٣٥٩) الذي ذيّل على تاريخ ثابت بن سنان (٢٨٨- ٢٢١)