على جماعة سمّاهم على مهل، فإذا قبض عليهم وجّه القاهر فحملهم إلى داره وانتزعهم من يد الوزير فتركهم معتقلين أيّاما ثمّ قبض على الوزير محمّد بن القاسم. ففعل القاهر ذلك [٤٢٧] وتقدّم إلى سابور الخادم بالمصير إلى دار الوزير والقبض على بنى البريدي وإسحاق بن إسماعيل. فوجّه سابور بثقة له إلى دار الوزير لينظر هل يجد فيها بنى البريدي وإسحاق بن إسماعيل فيرجع إليه بالخبر. وكان بنو البريدي قد نصبوا أصحاب أخبار على سابور وسلامة وأصحاب القاهر فبلغهم ما تقدّم به سابور إلى الرجل الذي وجّه به يتعرّف أخبارهم فاستتروا.
وكان سابور قد قال لثقاته:
- «إنّ الخليفة أمرنى بتفتيش دار إسحاق لأنّه قد بلغه أنّ جواريه قد سترن جماعة من جواري القيان.» وأمرهم أن يستعدّوا للركوب معه فبلغ الخبر إسحاق من وقته ولم يقع له أنّ ذلك لمكروه يراد به فقال لجواريه:
- «إن صار إليكم سابور بطلب المغنّيات فلا تمنعوه ودعوه يفتّش.» وانحدر هو إلى دار الوزير وصار سابور إلى دار الوزير أبى جعفر فوجد إسحاق بحضرته فقبض عليه وحمله إلى دار السجّان [١] .
ووجّه القاهر بمن كبس دور البريديين فلم يوجدوا وكبست دور إسحاق فى النوبختيّة وعلى شاطئ دجلة وتهارب حرمه وولده وسلموا وقبض على أحمد بن علىّ الكوفي كاتبه.
واستحضر القاهر علىّ بن عيسى وعرّفه أنه ليس [٤٢٨] لوزيره نظر فى أعمال واسط وسقى الفرات وكانت فى ضمان إسحاق وقلّده هذه الأعمال