الذي غلب عليه مرداويج- رأى أنّه أحقّ بالدولة من كلّ أحد. فكاتب جميع القوّاد بالحضرة وأنّه إن صار إلى الحضرة وتقلّد رئاسة الجيش وتدبير الأمور أطلق لهم أرزاقهم على التمام ولم يؤخّر عنهم شيئا منها. وسار إلى بغداد حتّى وافى خانقين فغلظ ذلك على الوزير أبى علىّ ابن مقلة وعلى محمّد ابن ياقوت وعلى الحجريّة والساجيّة والمونسيّة وخاطبوا [٤٧٥] بأجمعهم فقال الراضي:
- «أنا كاره له، فامنعوه من دخول الحضرة وحاربوه إن أحوج إلى ذلك.» فلمّا كان يوم السبت لسبع خلون من جمادى الآخرة استحضر أبو بكر ابن ياقوت أبا جعفر بن شيرزاد وأوصله إلى الراضي بالله حتّى حمّله رسالة إلى هارون بن غريب بأن يرجع إلى الدينور وكتب معه كتابا فنفذ من وقته ووجد هارون قد صار إلى جسر النهروان وأدّى الرسالة وأوصل الكتاب فأجاب هارون بأنّه قد انضمّ إليه من الرجال من لا يكفيهم مال عمله. وعاد أبو جعفر بالجواب وأدّاه إلى الراضي بالله بحضرة الوزير أبى علىّ والحاجب أبى بكر محمّد بن ياقوت، فبذلوا له أن يقلّدوه أعمال طريق خراسان كلّها ويكون مالها مصروفا إليه زائدا على ما يأخذه. وقال الراضي بالله:
- «سبيله أن يقتصر على بعض من معه من الرجال.» فنفذ أبو جعفر ومعه أبو إسحاق القراريطى بهذا الجواب. فلمّا أدّيا إليه الرسالة امتنع وقال:
- «إنّ الرجال لا يقنعون بهذه الزيادة.» ثمّ قال:
- «ومن جعل ابن ياقوت أحقّ بالحجبة والرئاسة منّى؟ الناس يعلمون أنّه كان فى آخر أيّام المقتدر يجلس بين يدىّ ويمتثل أمرى. ومن جعله أخصّ