للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالخليفة منّى؟ وأنا نسيب أمير المؤمنين وقريبه [١] وابن ياقوت ابن غلام من غلمانه.» [٤٧٦] فقال القراريطى:

- «لو كنت تراعى ما بينك وبينه من القرابة لما عصيته» فقال: «لولا أنّك رسول لأوقعت بك. قم فانصرف.» ووضع هارون يده فى الاستخراج، فاستخرج أموال طريق خراسان وقبض على عمّال السلطان وجبى المال بعسف وخبط وظلم وتهوّر وكان الوقت قريبا من الافتتاح. فلمّا اشتدّت شوكته شخص محمّد بن ياقوت من بغداد فى سائر الجيوش بالحضرة ونزل فى المضارب بنهربين بإنفاذ أبى جعفر محمّد بن شيرزاد دفعة ثانية برسالة جميلة ووعده أن يواقفه [٢] على عدّة الرجال الذين يتقرر الأمر معه على كونهم فى جملته وينظر فى جرائدهم وأرزاقهم لسنة خراجيّة. فإن وفى مال أعماله بماله ومالهم رجع إلى الدينور وإلّا سبّب له بالباقي على أعمال طساسيج النهروانات ونفذ إليه بهذه الرسالة يوم الإثنين.

وقد وقعت طلائع عسكر هارون على طلائع عسكر محمّد بن ياقوت وأصحاب هارون هم المستظهرون وكثر مضىّ الجند من عسكر محمّد ابن ياقوت إلى هارون بن غريب مستأمنة إليه فتبيّن أبو جعفر من هارون أنّه اتّهمه بالميل إلى محمّد بن ياقوت وابن مقلة. فلمّا رأى منه ذلك استأذنه فى الانصراف بالجواب فقال:

- «إنّى أخاف عليك [٤٧٧] منه أن يعتقلك وإنّما بيننا وبين الوقعة وانكشاف الأمر بيننا ليلة واحدة.»


[١] . فى مط: وأنا مسبب أمير المؤمنين ومرتبه، بدل «وأنا نسبب أمير المؤمنين وقريبه» .
[٢] . فى مط: أن يوافقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>