النواحي وأنّه لا وجه له. قال: فقال القراريطى ونحن فى المجلس فيما بيني وبينه:
- «إن ردّ الأمر إلىّ أقمت به واستخرجت ما يدفع إلى الرجال ويفضل بعده جملة وافرة.» فاجتمعت مع أبى الفرج كاتب كورنكيج وعرّفته ما خاطبني به. فالتمس أن يصير إليه فى خلوة ليسمع كلامه. فأحضرته فى غد فأعاد عليه ما قاله لى وأراه وجوها لجملة من المال فذهب إلى صاحبه كورنكيج فعرّفه أن علىّ بن عيسى وأخاه قد بلّحا وأنّ القراريطى قد حضر وذكر أنّه يقوم بالأمر ويزيح علل الرجال حتّى لا يقع إخلال بشيء يحتاج إليه. فاستروح كورنكيج إلى ذلك وأمره بإحضاره ليلا فأحضره وخلا به وبكاتبه وجعله على ثقة من القيام [٥٠] بكلّ ما يحتاج إليه ولم يبرح حتّى انعقد له الأمر ووقّف المتقى لله عليه.
وأخرج إصبهان الديلمي إلى واسط من قبل الأمير أبى شجاع كورنكيج لمحاربة البريدي وكان أبو يوسف قد أصعد من البصرة إلى واسط.
فلمّا سمعوا بانحدار إصبهان الديلمي انحدر البريديّون إلى البصرة وظهر ابن سنجلا وسلفه على بن يعقوب من استتارهما وصارا إلى دار الوزير أبى إسحاق القراريطى ليسلّما عليه. فقبض عليهما من داره قبل أن يصلا إليه وحملهما إلى دار السلطان وكتب فيهما رقعة إلى المتقى لله وأمر بحبسهما ونالهما مكروه غليظ بالضرب والتعليق وصودرا على مائة وخمسين ألف دينار.
وفى هذه السنة سار محمّد بن رائق من الشام إلى مدينة السلام لمّا بلغه قتل بجكم.