للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ايذن لنا فى انتهاب القرية وطلب قاتل صاحبنا.» فقال: «لا سبيل إلى ذلك دون أن نعرف ما عند القوم، وهل كان ذلك عن رأيهم، ونسألهم أن يدفعوه إلينا، فإن فعلوا وإلّا ساغ لنا قتالهم.» وأعجلهم المسير حتّى مضى إلى نهر ميمون إلى المسجد الذي كان فيه، فى بدأته، وأمر بالرؤوس التي حملت معه فنصبت، وأمر بالأذان أبا صالح النوبى، فأذّن وسلّم عليه بالإمرة فقام وصلّى بأصحابه العشاء الآخرة وبات بها.

ثمّ مضى إلى الكرخ فطواها. ثمّ عبر دجيلا بجبّى [١] فى مخاضة دلّ عليها ولم يدخل القرية وأقام خارجا منها وأرسل إلى من فيها فأتاه رؤساؤهم ورؤساء الكرخ فأمرهم بإقامة الأتراك له ولأصحابه فأقيم لهم ما أراد وبات ليلته.

فلمّا أصبح أهدى له رجل من أهل جبّى فرسا كميتا فلم يجد له سرجا ولا لجاما. فركبه بحبل وشنقه [٢] بليف وسار حتّى انتهى إلى العباس فأخذ منه دليلا إلى السيب وهرب أهل القرية فدخلها ونزل دار جعفر بن سليمان وهي فى السوق وتفرّق أصحابه فى القرية، فأتوه برجل فسأله عن وكلاء الهاشميّين فأخبره أنّهم فى الأجمة فوجّه وأحضر رئيسهم [٤٥٣] فسألهم وإيّاه عن المال فقال:

- «لا مال عندي.» فأمر بضرب عنقه. فلمّا خاف القتل أقرّ بمال دفنه. فوجّه معه قوما، فأتاه بمائتي وخمسين دينارا وبألف درهم [٣] . فهذا أوّل مال صار إليه. ثمّ سأله


[١] . جبّى: قرية، انظر الطبري (١٢: ١٧٥٣) .
[٢] . شنقه: جذبه بزمامه وهو راكبه ورفع رأسه. فى الطبري (١٢: ١٧٥٣) : سنفه.
[٣] . فى الطبري (١٢: ١٧٥٤) : دينار.

<<  <  ج: ص:  >  >>