فلحقهم صاحب الزنج فيمن معه فأوقع بالحميرى وأصحابه فانهزموا، واستأمن إليه رجل من رؤساء الزنج يكنّى بأبى صالح فى ثلاثمائة من الزنج، فمنّاهم ووعدهم خيرا.
وكان ابن أبى عون قد قلّد الأبلّة وكور دجلة، وانتهى إليه أنّ عقيلا والحميري مع خليفة ابن أبى عون قد أقبلوا نحوه ونزلوا نهر طين، فأمر أصحابه بالمصير [٤٥١] إلى الزريقية فوصلوا إليها مع صلاة الظهر فصلّوا بها ثمّ استعدّوا للقتال وليس فى عسكره يومئذ إلّا ثلاثة أسياف ونهض راجعا نحو المحمدية فوافاها، وتلاحق إليه أصحابه وكان جعل علىّ بن أبان فى آخر أصحابه وأمره أن يتعرّف خبر من يأتيه من ورائه. فأتاه وقال له:
- «كنّا نرى من ورائنا بارقة ونسمع حسّا لقوم يتبعوننا فلسنا ندري أرجعوا عنّا أم هم قاصدون إلينا.» فلم يستتمّ كلامه حتّى لحق القوم وتنادى الزنج:
- «السلاح.» فيبدر مفرّج النوبى وريحان وفتح الحجّام- وكان فتح يأكل- فلمّا نهض تناول طبقا كان بين يديه، وتقدّم أصحابه فلقيه رجل فحمل عليه وحذفه [١] بالطبق الذي كان فى يده، وذهب ليكبّ عليه فرمى الرجل بسلاحه وولّى وانهزم أصحابه، وكانوا أربعة آلاف، رجل فذهبوا على وجوههم وقتل من قتل منهم ومات بعضهم عطشا وأتى منهم بأسرى فأمر بضرب أعناقهم وحملت الرؤوس على بغال كان أخذها من الشورجيّين كانت تنقل الشورج، ومضى حتّى وافى القادسيّة وقت المغرب. فخرج رجل من موالي الهاشميّين فقتل رجلا من السودان وأتاه الخبر [٤٥٢] فقال له أصحابه: