للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظلّمناهم فيما نالوا منه.

- «ولقد علمت أنّ مكرمتنا فى الجاهليّة سقاية الحجيج الأعظم [٤١٧] وولاية بئر زمزم، فصارت للعبّاس من بين أخوته فنازعنا فيها أبوك، فقضى لنا عليه عمر، فلم نزل نليها فى الجاهلية والإسلام. ولقد قحط أهل المدينة فلم يتوسّل عمر إلى ربّه ولم يتقرّب إليه إلّا بأبينا حتّى نعشهم الله وسقاهم الغيث به، وأبوك حاضر لم يتوسل به. ولقد علمت أنّه لم يبق أحد من بنى عبد المطلب بعد النبىّ، صلّى الله عليه، غيره وكان وارثه من عمومته، ثمّ طلب هذا الأمر غير واحد من بنى هاشم فلم ينله إلّا ولده فالسقاية سقايته، وميراث النبىّ صلّى الله عليه، له والخلافة فى ولده فلم يبق شرف ولا فضل فى جاهليّة ولا إسلام فى دنيا ولا آخرة إلّا والعبّاس وارثه ومورثه.

- «وأمّا ما ذكرت من بدر، فإنّ الإسلام جاء والعبّاس يمون آل أبى طالب وعياله وينفق عليهم للأزمة الّتى أصابته ولولا أنّ العبّاس أخرج إلى بدر كارها لمات طالب وعقيل جوعا وللحسا [١] جفان عتبة وشيبة، ولكنّه كان من المطعمين، فأذهب الله عنهم [٤١٨] العار والسبّة، وكفاكم المؤونة والنفقة. ثمّ فدى عقيلا يوم بدر، فكيف تفخر علينا وقد علناكم فى الكفر، وفديناكم من الأسر، وحزنا عليكم مكارم الآباء، وورثنا دونكم خاتم الأنبياء، وطلبنا بثأركم، وأدركنا منه ما عجزتم عنه، ولم تدركوه لأنفسكم، والسلام عليك ورحمة الله.»


[١] . كذا فى الطبري (٢١٤: ١٠) : للحسا جفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>