بعد رجل ولم يأخذوه، وكان فى الستّة، فتركوه كلّهم دفعا له عنها، ولم يروا له حقّا.
- «أمّا عبد الرحمن فقدّم عليه عثمان، وقتل عثمان وهوله متّهم، وقاتله طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته، وأغلق دونه بابه.
ثمّ بايع معاوية بعده، ثمّ طلبها بكلّ وجه فقاتل عليها وتفرّق عنه أصحابه وشكّ فيه شيعته قبل الحكومة. ثمّ حكّم حكمين رضى بهما، وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه.
- «ثمّ كان حسن فباعها من معاوية بخرق ودراهم، ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية، ودفع الأمر إلى غير أهله، وأخذ مالا من غير ولاته ولا حلّه، فإن كان لكم فيه شيء فقد بعتموه، وأخذتم ثمنه.
- «ثمّ خرج [٤١٦] عمّك حسين بن علىّ على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتّى قتلوه، وأتوا برأسه. ثمّ خرجتم على بنى أميّة فقتلوكم وصلبوكم على جذوع النخل، وأحرقوكم بالنيران، ونفوكم من البلدان، حتّى قتل يحيى بن زيد بخراسان، ثمّ قتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء، وحملوهم بلا وطاء فى المحامل، كالسبي المجلوب إلى الشام، حتّى خرجنا عليهم وطلبنا ثاركم، وأدركنا بدمائكم فأورثناكم أرضهم وديارهم، فاتخذت ذلك علينا حجّة، وظننت أنّا إنّما ذكرنا أباك وفضّلناه للتقدمة منّا له على حمزه والعبّاس وجعفر، وليس ذلك كما ظننت، ولكن خرج هؤلاء من الدنيا سالمين متسلّما منهم مجتمعا عليهم بالفضل وابتلى أبوك بالقتال والحرب فكانت بنو أميّه تلعنه كما يلعن الكفرة فى الصلاة المكتوبة، فاحتججنا له وذكّرناهم فضله، وعنّفناهم، و